top of page

رئة الأرض ... تحتاج إلى الأوكسجين

تاريخ التحديث: 22 أبريل 2020

ألسنة اللهب المتصاعدة من “ غابات الأمازون” تكشف النقاب عن حقيقة

بقلم : الأعلامية ماريشا الزهر


لا يبدو أن الطبيعة ستبقى صامتة تجاه ما يفعله البشر من انتهاك سافر لأشجارها وأنهارها وحيواناتها، فهي تصرخ بحريقها الملتهب وعلى مدى ثلاثة أسابيع حتى الآن لا تزال ألسنة اللهب المشتعلة تأكل أغلب الأجزاء في غابات الأمازون الواقعة في البرازيل، حيث تشهد غابات الأمازون المطيرة أكبر عدد من حرائق الغابات منذ عام 2013 حسبما سجل المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء أن عدد الحرائق وصل إلى ما يقارب 73000 حريق في البرازيل بين شهر كانون الثاني وآب وهو أعلى مستوى له منذ عام 2013، الأمر الذي يمثل زيادة بنسبة 83% خلال اثني عشر شهراً.



حجج ومبررات تلقي باللوم على موسم الجفاف والذي يعتبر بالأمر الطبيعي في هذا الوقت من السنة وهذا ما استبعده المعهد الوطني البرازيلي، بينما علماء البيئة والمنظمات غير الحكومية تعزو أسباب الحرائق إلى المزارعين في الأمازون الذين يستخدمون الغابات للحطب والزراعة بسبب سياسة الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في إضعاف الوكالة البيئية البرازيلية وتقليص ميزانية الحكومة الخاصة بالأمور البيئية والدفع نحو فتح منطقة الأمازون لمزيد من أعمال الزراعة والتعدين، الأمر الذي شجع على استغلال الغابات بشكل غير قانوني.

وبالرغم من محاولات بعض النواب في الكونغرس البرازيلي تشريع قوانين جديدة لحماية الغابة المطيرة إلا أن الأدلة والبيانات الحديثة تشير إلى أن إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية ترتفع بشكل كبير خلال فترة حكم الرئيس بولسونارو، حيث ارتفع معدل تدمير الغابات أكثر من 27 % في تموز مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

دول عدة سارعت للمشاركة والمساعدة في إخماد تلك الحرائق ولم يكن آخرها ما اتفقت عليه مجموعة السبع في تخصيص مبلغ 20 مليون يورو كمساعدة في إخماد الحرائق لكن الامر قابله الرئيس البرازيلي بالرفض القاطع دون أي مبرر مقنع لذلك.

لاشك أن دخان حرائق الأمازون يخفي أموراً شائكة داخل حكم بولسونارو فليست الكارثة التي تعيشها الأمازون حاليا إلا نتيجة سياسات اقتصادية عنصرية وتمييزية مخطط لها مسبقاً منها السماح لعمال مناجم الذهب غير الشرعيين بالعمل دون قيود أو شروط إضافة إلى انتهاك وازدراء واغتيال السكان الأصليين لتلك الغابات من قبل الحكومة البرازيلية، حيث قتل من المدافعين عن حقوق الشعوب الأصلية بهذه الغابة سبعة وخمسون شخصاً في عام 2017.

دائماً ما تكون الطبيعة والبيئة ضحية مصالح البشر وأنانيتهم ، فلا حول ولا قوة لغابات صامتة لا تجد ما تدافع به عن نفسها تجاه ما يفعلون بها سوى الصراخ بلهب صامت ونار حارقة.

ومن المعروف أن غابات الأمازون تحوي:

- أكثر من 300 مليار شجرة مساحتها 4 ملايين كيلو مترا مربعا تقع بمعظمها داخل الحدود البرازيلية كما أنها فقدت 800 ألف كيلو مترا مربعا منذ السبعينات.

- تنتج 20 % من أوكسجين الغلاف الجوي للأرض.

- تحوي 40% من الغابات الاستوائية في العالم.

- تضم 15% من التنوع البيولوجي وموطن لـ 16 ألف نوع من النباتات ومئات أنواع الحيوانات

- تضم خُمس مصادر الماء العذب على سطح الأرض ومخزن الكربون الحيوي الأول في العالم.

- تبطئ وتيرة الاحتباس الحراري.


Comentários


bottom of page